الخبير العسكري إلاسرائيلي تال ليف-رام:
“الجيش الإسرائيلي لا يجب عليه أن ينتظر اندلاع جولة المواجهة القادمة مع حماس في غزة حتى يبادر للمس بالقدرات الصاروخية للمنظمات الفلسطينية، من خلال إجرائه فحوصا ميدانية وإعداد بنك أهداف مهمته الأساسية توجيه ضربات قاسية لمنظومات القذائف الصاروخية، وتطويرها، ومستودعات التخزين، وصولا إلى الخلايا الميدانية التي تقوم بهذه الإطلاقات”.
- ” ان جولة التصعيد الأخيرة في غزة كانت قصيرة، ولم تتجاوز اليومين، لكن إسرائيل تعلمت منها دروسا كثيرة، خاصة فيما يتعلق بالقدرات الصاروخية للمنظمات الفلسطينية، في ظل القفزات النوعية التي حققتها في هذا المجال منذ انتهاء حرب الجرف الصامد في غزة صيف 2014″.
” ان الإمكانيات الصاروخية لدى حماس تتقدم على شبكة الأنفاق والوحدات البحرية والطائرات المسيرة والوسائل الأخرى، وبذلك تنجح حماس والفصائل الأخرى بإيجاد حالة من توازن الردع أمام إسرائيل، رغم الفوارق الهائلة في موازين القوى العسكرية بين الجانبين”.
” ان القبة الحديدية التي تملكها إسرائيل تشكل ردا تكنولوجيا ناجعا في مواجهة القذائف الصاروخية الفلسطينية، وفي الجولة الأخيرة أدت عملا جيدا، لكن لا يجب على إسرائيل أن تكتفي بالجانب الدفاعي في مواجهة هذه التهديدات، لأن سلاح الجو الإسرائيلي لم يعمل شيئا منذ سنوات ضد هذه القذائف، رغم أن مهاجمة المؤسسات السلطوية لحماس في غزة، ومعسكرات التدريب، تشكل سلوكا ردعيا، وتكلفها أثمانا اقتصادية باهظة”.
“الجيش الإسرائيلي مطالب بالمبادرة لاستهداف القدرات العسكرية التي تهدد الإسرائيليين، كما هو الحال مع معالجة تهديد الأنفاق على حدود قطاع غزة، سواء باللجوء لتفجيرها في كل فرصة تكون سانحة، أو المبادرة لإقامة جدار حدودي وعائق مادي تحت-أرضي، وإنفاق موازنات مالية باهظة من أجله”.
ان ذلك “يتطلب من إسرائيل نقل هذه الحالة في التصدي لتهديد الأنفاق إلى معالجة المنظومة الصاروخية لدى الفصائل الفلسطينية، لأنه لا يمكن الاكتفاء بمطاردة مسلح فلسطيني يطلق قذيفة صاروخية لحظة التصعيد واغتياله”.
“إسرائيل أضاعت خلال حرب غزة الأخيرة فرصا كبيرة للمس بصورة كبيرة بمنظومة القذائف الصاروخية في غزة، ومن يومها لم تمارس على هذه المنظمة أي تهديد جديّ، وهكذا فإنه لا يجب انتظار مواجهة قادمة لاستهداف قدرات حماس وباقي الفصائل في المجال الصاروخي، ولكن في حال علقت إسرائيل بجولة تصعيد مقبلة فيجب استغلالها دون تردد، وتوجيه ضربات جدية وحقيقية بقدرات الحركة الصاروخية”.
وختم بالقول بأن “ذلك يجب أن يتم من خلال اغتيال القادة الميدانيين المسؤولين عن هذه المنظومة وتطويرها، وصولا إلى ضرب القذائف نفسها وتدميرها، ومخازن التسليح والمصانع العاملة في إنتاجها، بما يتطلب معلومات أمنية واستخبارية موثقة ودقيقة”.