ارتفعت الأسهم الأميركية بقوة اليوم الأربعاء توقعا لعقار فعال لعلاج مرض كوفيد-19 مما أطلق موجة صعود واسعة النطاق وشجع المستثمرين على تجاهل بيانات قاتمة للناتج المحلي الإجمالي وكلمات تحذير من رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي جيروم باول.
ووصل عدد الإصابات بجائحة كورونا قبيل منتصف ليل الخميس إلى ثلاثة ملايين وأزيد من 197 ألفا، تعافى منهم أكثر من 992 ألفا وتوفي أكثر من 226 ألفا، وفقا لموقع وورلد ميتر.
ويوجد نحو ثلث المصابين بالفيروس في الولايات المتحدة (مليون وأكثر من 52 ألفا)، كما تتصدر دول العالم بفارق كبير أيضا في عدد الوفيات (أكثر من 60 ألفا).
وقفزت بشكل مفاجئ المملكة المتحدة إلى المركز الثالث في عدد الوفيات بعد الولايات المتحدة وإيطاليا، وذلك بسبب احتساب الوفيات في دور المسنين، وفق السلطات الصحية، حيث وصلت الوفيات إلى أزيد من 26 ألفا و97، بينما وصلت وفيات الفيروس في إيطاليا إلى 27 ألفا و682 حالة.
تضارب بشأن عقار رمديسيفير
وساد تفاؤل كبير اليوم في واشنطن بشأن عقار رمديسيفير، فقد أعلن مختبر “غيلياد ساينس” الأميركي الأربعاء أن عقاره رمديسيفير أظهر نتائج “إيجابية” على مصابين بكوفيد-19 في إطار تجربة سريرية واسعة، بالتشارك مع معاهد الصحة الأميركية.
لكن في اليوم نفسه نشرت مجلة “ذي لانسيت” الطبية نتائج مخيبة للآمال لدراسة صينية أضيق نطاقا عبر المقارنة مع دواء وهمي، وأظهرت أن المرضى الذين عولجوا بهذا العقار المضاد للفيروسات والذي طور لمكافحة إيبولا لكن لم يتحصل على الموافقة لعلاج أي مرض، لم يعط نتائج أفضل من تلك التي سجلت بالأدوية الوهمية.
بعد ذلك، أكد الدكتور أنطوني فاوتشي خبير الأوبئة ومستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن عقار رمديسيفير المضاد للفيروسات أظهر أثرا “واضحا” في علاج فيروس كورونا المستجد. وقال إن “المعطيات تظهر أن رمديسيفير ترك أثرا واضحا، مهما وإيجابيا في تقليص فترة شفاء” مرضى فيروس كورونا.
والتعارض بين الدراسات أمر معتاد، لكن دراسة معاهد الصحة الأميركية تعد من بين أكبر الدراسات، وكانت موضع ترقب شديد، مع التجربة الأوروبية “ديسكفري” التي لا تزال نتائجها منتظرة.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن مسؤول كبير بالإدارة الأميركية لم تسمه أن منظمي تصنيع وتداول الدواء في الولايات المتحدة ربما يعلنون قرارهم بشأن السماح بالاستخدام الطارئ للدواء التجريبي ريمديسيفير لشركة جيلياد ساينسيز لعلاج فيروس كورونا اليوم الأربعاء.
قلق بشأن مرض خطير يصيب الأطفال
تبدي دول عدة قلقا بعد ظهور حالات مرضية غير معهودة بين الأطفال أخيرا في خضم تفشي وباء كوفيد-19، فهل يسبب فيروس كورونا المستجد التهابات جديدة خطيرة لدى عدد محدود من الأولاد؟
من جانبه، قال وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران الأربعاء أمام الجمعية الوطنية “يتعاون أطباء الأطفال وطواقم الإنعاش (في أوروبا) لمعرفة ما إذا كان هناك رابط بين هذا المرض الجديد ووباء كوفيد-19. وهذا أمر لا أحمل إجابة عنه بعد في الوقت الذي أتوجه فيه إليكم”.
والثلاثاء صرح وزير الصحة البريطاني مات هانكوك لإذاعة “أل بي سي” بقوله “إنها مسألة تقلقنا”.
منظمة الصحة تقيم حالة الوباء
أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس الأربعاء أن خبراء لجنة الطوارئ سيجتمعون الخميس لتقييم مسار وباء كوفيد-19، بعد ثلاثة أشهر من إعلان حال الطوارئ الصحية عالميا.
ومع تزايد الانتقادات للسلطات الصحية العالمية، عرض غيبريسوس كامل الإجراءات المتخذة منذ يناير/كانون الثاني، وأعلن أنه “سيدعو مجددا غدا لجنة الطوارئ (…) لتقييم تطور الوباء”.
وفي 30 يناير/كانون الثاني أعلنت المنظمة أن الوضع يستوجب “حال طوارئ صحية على الصعيد الدولي”، ويعني ذلك أن لجنة الطوارئ ينبغي أن تجتمع مرة واحدة على الأقل كل ثلاثة أشهر.
القارة الأكثر تأثرا
كشفت دول عدة، أوروبية على وجه الخصوص، خططا بهدف إعادة تنشيط الاقتصاد ولكن بشكل تدريجي لعدم المخاطرة بموجة جديدة من وباء كوفيد-19 الذي لا يزال يضرب العالم صحيا واقتصاديا.
وأودى الوباء حتى الآن بحياة أكثر من 130 ألف شخص في أوروبا، نحو 75% منهم في إيطاليا وإسبانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، حسب تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية بالاستناد إلى مصادر رسمية الأربعاء الساعة 13:00 بتوقيت غرينتش.
ومع وفاة 130 ألفا من أصل 1,433,753 مصابا، تبقى القارة الأوروبية الأكثر تأثرا بالوباء الذي أودى بحياة 219,287 في العالم.
وفي السويد، تجاوز العدد الإجمالي لحالات الإصابة بمرض كوفيد-19 حاجز 20 ألف حالة اليوم الأربعاء مع تسجيل 107 وفيات جديدة، ليرتفع عدد الوفيات إلى 2462.
وفي هولندا، قالت سلطات الصحة اليوم إن الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا في البلاد زادت بواقع 386 حالة ليصل الإجمالي إلى 38802، كما جرى تسجيل 145 وفاة جديدة.
وفي ألمانيا، أصبح ارتداء الكمامات الواقية في وسائل النقل والمحلات التجارية إلزاميا اعتبارا من اليوم في كافة أنحاء البلاد، في ظل التخفيف من إجراءات العزل.
كما أعلن وزير الخارجية هايكو ماس اليوم أن بلاده مددت حتى منتصف يونيو/حزيران المقبل توصيتها بعدم السفر في رحلات إلى الخارج بسبب تفشي فيروس كورونا.
الدانمارك تعلن السيطرة
أعلنت الدانمارك -التي رفعت تدريجيا القيود المفروضة في مواجهة فيروس كورونا المستجد- أنها تمكنت من “السيطرة” على انتشار الوباء، كما قالت رئيسة الحكومة ميتي فريدركسن الأربعاء.
وقالت فريدركسن أمام البرلمان “العدوى تحت السيطرة ولقد نجحت الإستراتيجية الدانماركية في المرحلة الأولى الصعبة”.
ولوقف انتشار الفيروس، أغلقت الحكومة دور الحضانة والمدارس والثانويات وبعض الأماكن العامة مثل المطاعم والحانات وقاعات الرياضة وصالونات التزيين. كما حظرت التجمعات لأكثر من عشرة أشخاص.
ورفعت بعض هذه القيود حاليا. كما أعادت بعض المدارس فتح أبوابها وكذلك صالونات التجميل، ويفترض أن تبدأ المرحلة الثانية من إعادة الفتح بعد 10 مايو/أيار.
روسيا.. زيادة كبيرة
سجلت روسيا زيادة كبيرة في أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد بإعلانها عن 5841 حالة جديدة في يوم واحد، متجاوزة بإجمالي المصابين كلا من الصين وإيران، في وقت تستعد بكين لعقد الدورة السنوية لبرلمانها بعد أقل من شهر، في مؤشر لسيطرتها على تفشي الجائحة التي نشأت في مدينة ووهان وسط البلاد في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وقال مركز إدارة أزمة فيروس كورونا في روسيا إن العدد الإجمالي للإصابات ارتفع إلى 99399 حالة. كما ارتفع عدد الوفيات جراء المرض إلى 972 اليوم بعد تسجيل 108 وفيات في الساعات الـ24 الأخيرة.
وبهذه الأرقام، تتجاوز روسيا كلا من الصين وإيران -اللتين تراجعتا إلى المرتبتين التاسعة والعاشرة على التوالي بعدما كانتا قبل أسابيع في المراتب الأولى- في عدد المصابين. ومن المرجح أن تسجل البلاد زيادة كبيرة الأيام المقبلة، فقد حذر الرئيس فلاديمير بوتين أمس من أن بلاده لم تصل بعد إلى ذروة المرض، طالبا من الحكومة اتخاذ تدابير لدعم المواطنين والاقتصاد جراء الأضرار التي لحقت بهما بسبب تدابير الإغلاق.
كورونا عربيا
قالت وزارة الصحة القطرية إنها سجلت 643 إصابة جديدة بفيروس كورونا ليرتفع الإجمالي إلى 12564.
وفي عُمان، سُجلت 143 إصابة جديدة بفيروس كورونا ليصل إجمالي الإصابات إلى أكثر من 2274.
وفي الكويت، تم تسجيل حالة وفاة واحدة ليرتفع عدد الوفيات إلى 24، في حين تم تسجيل 300 إصابة جديدة بفيروس كورونا ليرتفع إجمالي الإصابات إلى 3740.
وفي المغرب، سُجلت حالتا وفاة، إضافة إلى 37 حالة إصابة جديدة، و112 حالة شفاء.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية تسجيل أربع إصابات جديدة ليرتفع إجمالي الإصابات إلى 721 من ضمنها 24 حالة وفاة، و150 حالة تماثلت للشفاء.
وبعد شهر ونصف الشهر على منع استخدام المركبات في العاصمة الأردنية عمّان، خففت الحكومة من إجراءات حظر التجول، وسمحت للناس باستخدامها وفق تعليمات مشددة.
السيطرة على الموجة الأولى بتونس
أعلن وزير الصحة عبد اللطيف المكي، الأربعاء، أن تونس سيطرت على الموجة الأولى من وباء كورونا، ولكنه لم يستبعد حدوث موجة ثانية.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد بمقر الحكومة بالعاصمة تونس، وخصص لإعلان إستراتيجية الحجر الصحي المخفف التي تعتزم الحكومة اعتمادها اعتبارا من الاثنين القادم.
وقال المكي “سيطرنا على الموجة الأولى من فيروس كورونا، والأعداد المنخفضة للإصابات دليل على ذلك (..) وهذا لا يعني أننا في منأى عن موجة ثانية”.
وأعلنت السلطات أنها ستبدأ اعتبارا من 4 مايو/أيار المقبل تخفيفا تدريجيا للقيود التي فرضتها لاحتواء تفشي فيروس كورونا، وذلك في قطاعات من بينها المهن الصغرى وأشغال البناء والصناعات الغذائية إضافة للخدمات الإدارية العامة.
ملايين الجرعات
من جهة أخرى، قرر معهد الأمصال الهندي -وهو الأكبر في العالم- البدء بإنتاج لقاح محتمل ضد فيروس كورونا يخضع لتجارب سريرية في بريطانيا، في حين بدأت دول أوروبا تنفيذ خطط لتخفيف إجراءات العزل والتعايش مع جائحة فيروس كورونا.
وصرح الرئيس التنفيذي لمعهد الأمصال الهندي أدار بونوالا أنه رغم من أنه لم تثبت حتى الآن فعالية لقاح أوكسفورد ضد “كوفيد-19” فإن معهده قرر البدء بتصنيعه بعد أن ثبت نجاحه في تجارب على الحيوانات وبدأت تجربته على البشر. ويعتزم المعهد إنتاج ما يصل إلى 60 مليون جرعة من اللقاح المحتمل.
وأضاف بونوالا أنه يأمل نجاح تجارب “لقاح أوكسفورد” التي من المقرر أن تنتهي في سبتمبر/أيلول المقبل. وكانت جامعة أوكسفورد البريطانية قد بدأت الأسبوع الماضي تجارب سريرية على لقاح محتمل لعلاج فيروس كورونا المستجد.
المصدر : الجزيرة + وكالات